الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

الشر والإله


عندما ننظر لقضية الشر فستتورط الذات الإلهية فيها لأنها ستواجه فعل شرير يتنصل منه الله بحكم انه كلى الخير والصلاح ولكن كون هذا الشر يتم بمعرفته المسبقة ومدون فى مدوناته ومقدر فى مقدراته ومسموح بمشيئته فهنا تورطت الفكرة فقال محمد فى كتابة..
"ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها.. الحديد 22"
هنا في كتاب محمد المنسوب الى ذلك القوي المطلق الساكن في السماء.. يعترف انه مقدر كل شيء.. حتى اعاقة طفل بريء لاذنب له.. مايهمني ليس اعترافه بساديته.. وإنما لماذا هذا الشر؟؟ ففي حين هو اراد لهذا الطفل ان يكون معاقا دون ساقين.. تقوم الانسانية بتحدي هذا الكائن السادي الشرير وتصنع للطفل ساقين اصطناعيين وتعيد له ابتسامته المفقدودة, لماذا هذا الشر؟؟ هل يعقل ان يكون الانسان رحيماً عن هذا الاله؟؟ لماذا هذا الشر؟؟ كيف يكون للشر وجود فى ظل وجود إله؟؟ الشر والاله.. اثنان لا يمكن ان يجتمعوا.. اما شر اما إله فوجود شر فى ظل وجود إله يعنى ان هذا الاله شرير لأنة سمح بوجود شر وهو لدية القدر على منعة.. وقد حاول عدة فلاسفة تفسير هذا التناقض ولم ينجحوا، وللمحاولة للأجابة على هذا التناقض دعنا ندرج الخيارات المتاحة..

1- إما أن يكون الله راغباً في إزالة الشر والظلم من هذا العالم، لكنه لا يستطيع
2-  أو أنه يستطيع ذلك ولكنه غير راغب في إزالته
3-  أو هو غير راغب وغير قادر على إزالته،
4- أو هو راغب وقادر.

* فإذا كان الافتراض الأول هو الصحيح، فإن الله ضعيف ولا يجوز أن يكون إلهاً وتسقط عنة صفة القدرة المطلقة
* وإذا كان الثاني، فأن الله شرير
* وإذا كان الافتراض الثالث هو الصحيح، فإن الله شرير وضعيف وتسقط عنة صفة القدرة المطلقة وبالتالي لا يصلح إلهاً
* أما إذا كان الافتراض الرابع هو الصحيح، أي أن الله راغب في إزالة الشر وقادر على إزالته، فمن المستحيل وجود الشر والظلم بهذا العالم, ولكن بما أن الشر والظلم موجودان بالعالم فى ظل افتراض وجود إله، فلا بد أن يكون الظلم آتياً من عند الله.
ان كان هناك اله فهو بلا شك اله شرير لا يختلف عن ابليس الذي وصفه فى كتابة بل الله هذا اكثر شراً من ابليس لأنه هو المسئول و خالق كل هذا الشر فلو كان الله موجود لما كان هناك حروب وتعذيب وامراض ووباء وخيانة.. لما كان هناك اطفال وملايين البشر يموتون عطشاً جوعاً فى افريقيا لما كان هناك ملايين البشر يولدون بإمراض واعاقات لا يستطيعون حتى الاعتماد على أنفسهم فيكون عاله على غيرهم, امراض وإعاقات وحروب وسفك دماء واغتصاب وخيانة واطفال ابرياء لاذنب لهم تموت عطشاً وجوعاً كل يوم فأين هذا الاله الذى إلية تدعون؟!

كثيراً مايحاول المؤمنين تبرير الشر بين البشر ولكن الشر لا يقتصر بين البشر فقط فانظروا الشر بين الحيوانات أليس من الأفضل وبما إن الطبيعة من خلق الله أن تكون مثاليه فيما بينها؟ نعم فهناك المئات من الحيوانات والحشرات التي تقتل بعضها البعض بسبب البقاء والصراع على البقاء, ولو أن الطبيعة مملكة الله المثالية فلماذا تحتوي هذا الشر والقتل والافتراس؟ لماذا لم يجعلها الله مثاليه حتى نتعلم منها؟ بل تجد أشكال للصراع والخداع التي تستخدمها تلك الحيوانات للإيقاع بفريستها .. أليس هذا تعارض رحمة وعدالة الإله المفترض مع وجود الحيوانات التي لا تستطيع العيش إلا بقتل و أكل بعضها؟؟ لو كان هذا الاله موجودا فعلاً وكان عادلاً لما خلق حيوانات لا تستطيع العيش إلا على أكل اللحوم فقط ليس لها خيار سوى أن تموت أو تقتل فريستها وتعذبها أثناء الأكل وببطئ!! ما هذا الإله الذي يعلم هذه الأخلاق!! لماذا كل هذه السادية؟ اليس الأفضل أن لا اجعل هذا الحيوان يفترس بما أنني قادر على هذا؟ وأوفر له الغذاء وكل شئ بطرق أخرى بما إنني مطلق القدرة؟, ومع ذلك يزعم المؤمنون بهذه الديانات بأن إلههم رحيم وعادل وحكيم، ولا يرون أي تناقض منطقي بين شيء من هذه المعتقدات، بل يعتبرون ذلك تصميما ذكيا!، كما يعتبر بعضهم مشكلة وجود الشر بكاملها مجرد "حالة نفسية" عند الملاحدة!..

فكما نعلم ان التبرير هو اتفه انواع الكذب فتجد العجب فى تبريرات المسلمين.. فيبرر المسلم ان الله له حكمة فى خلقة للشر فالله خلق الشر حتى ندرك فائدة الخير, والشر يحمل فى باطنة الخير البركان مثلاً الذي يحمل في حممه وشرره فائدة كبرى وهي التنفيس عن باطن الأرض منعاً لانفجارها, والشر ماهو إلا اعطاء الانسان حريته.. والجواب هنا ببساطة أليس الله بمطلق القدرة فليرينا قدرتة ويضع سنة كونية أخرى تمكننا من تمييز فائدة الخير دون الحاجة لوجود الشر ويجعلنا ندرك فائدة الخير دون الحاجة للشر ويعطينا حريتنا فى إطار الخير فقط!!
ومنهم من يردد ان الاله بريء من هذا الشر وإن الشر ماهو إلا حماقات بشرية.. فكيف يكون الاله بريء والذى خلق هذا الانسان هو هذا الاله وهو من خلق بداخلة نزعة الشر وماذا عن الشر بين الحيوانات؟! هل هى حماقات حيوانية ايضاً؟!! فمهما حاول المؤمنون فإنهم سيصفون خالقهم بصفة الشر في نهاية الأمر..

الاله الذى يتغاضى عن الشر لا يكون إلا وثناً, و الضمير الذى يرفض الشر هو أفضل من الاله الذى يتغاضى عن الشر..

مع خالص تحياتى..
خالد المصرى